ماء الشيح المقطر
التقطير هو أحد أنجح الطرق التي اكتشفت قديماً وصدقها العلم الحديث لاستخراج جميع العناصر والمكونات الفعالة في الأعشاب، وتعتمد على طريقة رفع هذه المكونات والعناصر بالبخار، ثم تكثيف هذا البخار ليتحول إلى ماء يحمل جميع الفوائد والمكونات الفعالة في هذه العشبة.
[ولمعرفة المزيد إرجع إلى مقال: مياه الاعشاب المقطرة]
الشيح وفوائده الصحية والتجميلية
الشيح هو نبات عشبي ينتمي لفصيلة (النجميات)، من عائلة: البابونج، ودوار الشمس، وغيرها. وله الكثير من الأنواع، وتنمو في البراري وخاصة في المناطق الصحراويّة والجافة، وتنتشر بكثرة في بعض مناطق شبه الجزيرة العربية.
واسمه العلمي: Artemisia absinthium
مكوناته
المحتويات الكيميائية المؤثرة في عشبة الشيح: يحوي الشيح على عدة عناصر أهمها: مادة (السانتونين) و(الأرتيميزين)، و(السينيول) وبعض المركبات الفلافونيدية، ويحوي كذلك بنسبة 3% من الزيت الطيار.
كما يحوي على العديد من العناصر المعدنيّة الغذائية المهمّة، مثل: الكالسيوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور، والزنك، وغير ذلك.
فوائد عشبة الشيح الصحية
لعشبة الشيح فوائد صحية كبيرة، ولهذا اهتم بها الأطباء قديماً وحديثاً، وهناك دراسات عديدة حول هذه العشبة، وتدخل بعض مكوناتها في صناعة الأدوية الحديثة، وقد اهتم في بعض الدول بزراعتها وذلك لتلبية الاحتياج المتزايد عليه، وإليك هذه الفوائد الصحية التي ثبتت لهذه العشبة:
فوائد ماء الشيح للجهاز التنفسي وقطع البلغم
يحوي الشيح على عدة عناصر تفيد في أمراض الجهاز التنفسي، حيث أنه يقطع البلغم في مدة وجيزة، ويعالج ضيق وعسر التنفس، ويكافح الالتهابات الصدرية.
قال داود الأنطاكي في كتابه التذكرة: الشيح يقطع البلغم ويفتح السدد.
فوائد ماء الشيح للجهاز الهضمي
يستخدم الشيح فى حل العديد من الأمراض التى تواجه الجهاز الهضمى، فهو يستخدم فى تخيف مغص البطن، وعسر الهضم وذلك من خلال ما يقوم به من دعم وظيفة الكبد والمرارة في إنتاج العصارات، وتيسير وصولها إلى المعدة.
كما يقوم بطرد الانتفاخات من المعدة، ويعمل كفاتح للشهية.
استخدام ماء الشيح كطارد للديدان والطفيليات من البطن
يحوي الشيح على عنصر (السانتونين) وهو فعال في طرد الديدات والطفيليات من المعدة والأمعاء، ويعمل على تنظيف البطن وتطهيره.
كما يمكن أن يساعد أيضاً في إزالة السموم من الجسم.
قال داود الأنطاكي في التذكرة: "ويخرج الديدان والاخلاط الفاسدة ويذهب الفواق والمغص".
ماء الشيخ للنساء
لعشبة الشيح فوائد للدورة الشهرية، يساعد النساء اللواتي يعانين من مشكلة عدم انتظام الدورة الشهرية، أو انقطاعها، أو تأخّرها.
ماء الشيح وفائدته لمرضى السرطان
حسب ما نشرت المكتبة الوطنية الأمريكية للطب مقال عن مجلة (الاتجاهات في العلوم الدوائية) أن مادة (الأرتيميزين) الموجودة في عشبة الشيح يمكن لها أن تقتل الخلايا السرطانية وخاصة أنواع سرطان الرئة والقولون والمستقيم.
استخدمه الأطباء في علاج الملاريا
يحوي عشبة الشيح على مادة (الأرتيميزين) ويستخرج هذا العنصر لصناعة أدوية لعلاج الملاريا، وذلك لقدرة هذه العشبة على طرد الطفيليات الموجودة في الجسم.
وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الأدوية التي تعتمد على (الأرتيميزين) لعلاج الملاريا كعقار معتمد في الولايات المتحدة.
فوائد الشيح التجميلية
ماء الشيح المقطر للشعر
يعمل بشكل كبير على تغذية الشعر وترطيبه، ويحد من تساقط الشعر، وكذلك يستعمل ماء الشيح المقطر كغسول للشعر وهو مفيد جداً لفروة الرأس والشعر.
الشيح مائه يفيد مرضى داء الثعلبة
يستعمل الشيخ لعلاج داء الثعلبة في الرأس، فهو مغذي جيداً لفروة الرأس، ويطرد الملوثات عنها، وكذلك يستعمل لعلاج داء الحزاز (هو مرض التهابي يصيب الجلد).
قال داود الأنطاكي في التذكرة: "يزيل داء الثعلب والحزاز وينبت الشعر".
التطيب بالشيح
لأوراقه رائحة عطرية قوية وطيبة، ويمكن أن يستعمل كبخور ويحرق في المنازل لتطهيرها، ورائحته النفاذة تفيد في طرد الثعابين وطرد الهوام الصغيرة والحشرات.
المحاذير والآثار الجانبية
ليس عشبة الشيح آثار جانبية إذا استخدم بطريقة سليمة، وهو آمن بشكل عام ولا يتعارض مع الأطعمة أو الأدوية ، إلا أنه يجب الحذر من أن يؤخذ على فترة زمنية أطول من أربعة أسابيع؛ لأنه يمكن تصير سامة فتسبب الغثيان، أو التقيؤ أو الأرق والدوار، كما يجب الحذر من أخذه مع الأعشاب التي تنتمي لفصيلة المركبة وأهمها الأقحوان فقد يسبب الحساسية. ويفضل استشارة أهل الخبرة عند إرادة استعماله كعلاج.
ومؤسسة النحل الجوال تتمنى لكم دوام الصحة والعافية
المراجع
· كتاب التذكرة. لداود الأنطاكي (1/225).
· كتاب: الموسوعة الأم للعلاج بالأعشاب والنباتات الطبية. للدكتور/ عبد الباسط محمد سيد. رئيس قسم التحاليل بالمعهد القومي للبحوث، و/ عبد التواب عبد الله حسين (ص 176).
· كتاب: معجم الأعشاب. محسن عقيل (ص 318).
· كتاب: الأعشاب دواء لكل داء. فيصل بن محمد عراقي (ص 147).
· بحث منشور في مجلة: الاتجاهات في العلوم الدوائية.
· مقال للدكتور: إبراهيم علي أبو رمان. أخصائي صيدلة.
· مقال للدكتور: جابر سالم القحطاني. أستاذ علم العقاقير بجامعة الملك سعود بالرياض.
· مادة علمية للدكتور: محمد الفايد المغربي. أستاذ محاضر بمعهد الحسن الثانيي للزراعة والبيطرة بالرباط.
Comments