بذور نبات الحلبة وفوائدها الصحية والتجميلية
الحلبة هو نبات حولي من صنف البقوليات، يتراوح ارتفاعه بين 20 – 50سم، أوراقه محمولة على أعناق واضحة متجمعة في مجموعات كالنفل من ثلاث أوراق مسننة اهليليجية تقريباً، وله أزهار صفراء اللون تتفتح في أشهر الصيف.
واسمه العلمي: Fenugreek
القيمة الغذائية لبذور الحلبة
بذور الحلبة هي مصدر غني للمعادن والفيتامينات والمغذيات النباتية. فتحتوي على زيت طيار الذي يتكون من سيسكوتربينات هيدروكربونية ولاكتونات والكانات، كما أنها مصدر عالي بالالياف الغذائية القابلة للذوبان. وتشتهر بذور الحلبة بمحتواها العالي من السكريات المتعددة غير النشوية Non-starch Polysaccharides (NSP) ، مثل: البكتين، والتانين، وهيميسيلولوز، والصابونين، والصمغ.
كما وتعد بذور الحلبة مصدر لمجموعة من المعادن مثل: النحاس والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والسيلينيوم والزنك والمنغنيز والمغنيسيوم.
وأيضاً فهي غنية بالعديد من الفيتامينات مثل: فيتامين A، ومجموعة فيتامينات B، مثل: الثيامين، البيريدوكسين (B6)، وحمض الفوليك (B9)، النياسين.
الفوائد الصحية لبذور الحلبة
تعد بذور الحلبة من الأعشاب شائعة الإستعمال في مجال التداوي والتغذية منذ القدم، وقد أوصى بها النبي في التداوي كما جاء في الطب النبوي لابن القيم: أن النبي عاد سعد بن أبي وقاص بمكة، فقال : ادعوا له طبيباً، فدعي الحارث بن كلدة، فنظر إليه، فقال: ليس عليه بأس، فاتخذوا له فريقة، وهي الحلبة مع تمر عجوة رطب يطبخان، فيحساهما، ففعل ذلك، فبرئ". وقال بعض الحكماء: "لو علم الناس بما فيها من فوائد لاشتروها بوزنها ذهباً". وقال العالم الإنجليزي كليبر: "لو وضعت جميع الأدوية في كفة ميزان ووضعت الحلبة في الكفة الأخرى لرجحت كفة الحلبة". وكما أن الحلبة استخدمت قديماً في التداوي والتغذية كذلك ثبت فوائدها في العلم الحديث، وإليك عزيزي القارئ شيئاً منها:
1/ السيطرة على مستويات السكر
في دراسة أجريت على مرضى السكري من النوع الثاني وجد بأنهم عند تناولهم لبذور الحلبة لوحظ تحسين في مستويات السكر في الدم لديهم، إذ تعمل بذور الحلبة على إبطاء امتصاص السكريات في الجهاز الهضمي، وتساعد على تحفيز إفراز الانسولين، وهذا هو ما قد يقود إلى انخفاض نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري، وفي دراسات أخرى اتضح أن تناول الحلبة مع الطعام أثناء تناول الوجبة يساهم في خفض مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الاول ومن النوع الثاني بعد تناول الوجبة.
2/ خفض نسبة الكولسترول وتعزيز صحة القلب
بحسب بيانات سريرية لدراسة أجريت حول قدرة الحلبة على تخفيض نسبة الكولسترول في الجسم، وجد بأنه بالفعل قد تساهم في ذلك _مع ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتيجة_ كما وبينت دراسات أخرى أن تناول الحلبة يقلل من المنسوب الكلي للبروتين الدهني منخفض الكثافة LDL (الكولستيرول السيء)، إلا أن له آثار غير واضحة على نسبة البروتين الدهني عالي الكثافة HDL (الكولستيرول الجيد)، ومستويات الدهون الثلاثية. ويعود ذلك إلى محتواها العالي من السكريات المتعددة غير النشوية: مثل البكتين، وهذه المركبات تساعد على خفض مستويات الكوليسترول في الدم (LDL) من خلال تأثيرها على الأملاح الصفراوية وتثبيط عملية إعادة امتصاصها في القولون.
كما تعد الحلبة مصدر لعدد من المعادن المهمة لعمل القلب والمحافظة على ضغط الدم، مثل البوتاسيوم الذي يعد عنصر هام للحفاظ على معدل ضربات القلب، والسيطرة على ضغط الدم والحفاظ على توازن السوائل في الجسم. كما وتحوي الحلبة الحديد الذي يعد عنصر ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء.
3/ تعزيز الجهاز الهضمي
تناول الحلبة قد يساعد في تعزيز عمل الجهاز الهضمي، ومكافحة مشاكل اضطرابات وعسر الهضم، وبعض المشاكل كالإمساك، وذلك بفضل محتواها العالي من الألياف الغذائية والسكريات المتعددة الغير نشوية مثل: البكتين، والتانين، والتي تعمل على تسريع حركة الامعاء وتسهيلها، وزيادة امتصاص المواد الغذائية في الجسم، وتقليل التخمر في الجهاز الهضمي. كما وتعمل هذه المواد على ربط السموم الموجودة في الطعام وحماية القولون والجهاز الهضمي ومكافحة سرطانات الجهاز الهضمي.
4/ حرقة المعدة
أشارت بعض الأبحاث إلى أن تناول منتجات معينة من الحلبة ما قبل الوجبات الرئيسية يساهم في التقليل من أعراض الحموضة وحرقة المعدة. إذ وفقاً لدراسة نشرت عام 2011 في مجلة "أبحاث العلاج بالنباتات Phytotherapy Research" أن الأشخاص الذين يعانون من حرارة متكررة في المعدة وقاموا بتناول الحلبة على شكل مكمل غذائي مرتين في اليوم ولمدة أسبوعين قبل الوجبة بـ 30 دقيقة، ساعدهم ذلك في تخفيف أعراض الحرقة ومكافحة الحموضة. واستنتج الباحثون أن ذلك يعود إلى طبيعة الألياف التي تحويها الحلبة.
5/ مضادة للالتهابات
بفضل محتوى الحلبة من مضادات الاكسدة، مثل فيتامين C، وفيتامين A، وجد بأن الحلبة قد تستخدم كمضاد للالتهابات المختلفة في الجسم.
6/ تعزيز الأداء الرياضي
تعزيز الاداء الرياضي، فقد وجد في تقرير نشر عام 2010 في "المجلة الدولية للرياضة التغذية وممارسة الأيض-International Journal of Sport Nutrition and Exercise Metabolism" بأن في الحلبة نوعين من الأنزيمات التي تساعد في تعديل نسبة الكولسترول وتساهم في زيادة انتاج التيستوستيرون. وتم إعطاء المشتركين ما يقارب 500 ملغم من مستخلص الحلبة يوميا ولمدة 8 أسابيع، مما ساهم في تحسن اداء الرياضيين وخفض الدهون في أجسادهم دون تأثير على قوة العضلات والقدرة على التحمل مقابل زيادة في هرمون التيستوستيرون.
7/ تعزيز الرغبة الجنسية وعلاج العجز الجنسي
أظهرت بعض الدراسات أن تناول الحلبة قد يساهم في رفع معدلات التيستوستيرون وزيادة الرغبة الجنسية. ففي دراسة نشرت عام 2011 في مجلة "أبحاث العلاج بالنباتات Phytotherapy Research" تم اعطاء مجموعة من المشتركين فيه 600 ملغم من مستخلص الحلبة يوميا ولمدة ستة أيام. ووجد بأن ذلك كان له أثر ايجابي على الرغبة الجنسية للمشتركين، كما أنه ساهم في زيادة الطاقة والشهوة، وساعد في الحفاظ على مستويات هرمون التيستوستيرون ضمن الطبيعي.
8/ زيادة إدرار حليب الثدي
تذكر بعض الدراسات بأن تناول مسحوق بذور الحلبة قد يساهم في زيادة إدرار حليب الثدي لدى النساء المرضعات، وفي دراسة ألمانية حديثة جاءت أيضا بأدلة مفادها أن تناول شاي الحلبة يزيد من إنتاج الحليب.
فوائد الحلبة التجميلية
وجد بأن للحلبة فوائد عديدة قد تعود على بشرة الوجه والجلد بشكل عام، وتشمل فوائدها هذه:
1/ التخفيف من الندب والدمامل والاكزيما وآثار الحروق وتهدئة البشرة وذلك بفضل محتواها من مضادات الأكسدة وفيتامين C، بالإضافة إلى المواد المضادة للالتهاب.
2/ التخفيف مشاكل البشرة: إذ أن للحلبة دور في منع تشكل الروؤس السوداء، والبثور والتجاعيد، وتغذية البشرة وإعطائها الحيوية.
3/ مقاومة فقدان الشعر: بذور الحلبة مفيد في التخفيف من تساقط الشعر وإعادة بناء بصيلات الشعر التالف؛ لأنها تحتوي علي البروتين وحمض النيكوتينيك وبالتالي عند إدراج الحلبة في نظامك الغذائي أو استخدام مباشر لزيت الحلبة يمكنك من الحصول علي شعر لامع وقوي.
ولرفع مدى الاستفادة من بذور الحلبة يفضل استخدام المنتج العضوي والطبيعي، حيث أننا ننتج في مزارعنا في القصيم أجود أنواع الحلبة العضوية، وعلى الرغم من هذه الفوائد إلا أنه من الأفضل دائماً طلب استشارة الطبيب والمختص قبل استخدام الحلبة لعلاج مثل هذه الحالات.
الآثار الجانبية:
رغم أن بذور الحلبة لا تشكل أي مخاطر صحية مباشرة إلا أنه يوصى بتجنب استخدام الحلبة أثناء الحمل لكونها تحمل آثار منشطة ومنبهة للرحم قد ترفع خطر الاجهاض. أو قد تؤدي إلى ولادة مبكرة، وكذلك يوصى بتجنب للأطفال الرضع ومن هم في سن مبكرة.
أما مرضى السكري فعند استخدامها بشكل مفرط قد تؤدي إلى هبوط حاد في نسبة السكر في الدم، مما قد يشكل خطر عىل صحة مريض السكري، وبهذا ينص بالاعتدال عند استخدامها.
وقد يكون لتناول الحلبة تأثير على عمل بعض الأدوية مثل: الأدوية المضادة للتخثر مثل الاسبرين والوارفرين، وأدوية مرضى السكري مثل الانسولين وغليميبيريد. لذا ينصح من يتناولون هذه الأدوية باستشارة طبيبهم قبل تناول الحلبة.
ومؤسسة النحل الجوال تتمنى لكم دوام الصحة والعافية
المراجع:
مقال للدكتورة: شروق المالكي على موقع ويب طب
موسوعة جابر للطب البديل. للدكتور: جابر القحطاني
*ومقالات متفرقة للدكتور عبد الباسط السيد
*ومقالات ومحاظرات متفرقة للدكتور محمد الفايد المغربي المشهور
*خبرات واستخدامات الشيخ فايز القثامي المتعدد والمستمرة
Comentarios